الجانب المظلم من القمر

Posted: أكتوبر 19, 2011 in مدونة الثورة, تدوين, عام
الوسوم:, , , , , , , , , , ,

قبل الثورة الناس كانت تعاني من “عدم حرية التعبير عن الرأي”، إما أن يمنعوك عن الكلام من البداية، أو يقال أن لك مطلق الحرية أن تقول رأيك و بعدها تقدر تخبط دماغك في الحيط ! لأن رأيك ليس له قيمة.. و هذا نوع آخر من عدم حرية التعبير !

و بعد الثورة كانت من المطالب الهامة جداً هي وجود حرية التعبير عن الرأي، دون إزعاج من أحد أي كان .. فكل شخص حر في إبداء رأيه، خصوصاً لو كان في حوار بين طرفين متناقضين في الرأي، فالهدف من حرية التعبير عن الرأي أن أنا كشخص رافض لفكرك أعرف أسبابك و أقول لك أسبابي.. و في النهاية إما أن أقتنع أو أقنعك و قد لا يقنع كلانا الآخر، لكن في النهاية المكسب هو معرفة حقائق أو أبعاد لم أكن لأعرفها لو تعصبت لرأي و لم أستمع لك.

لكن للأسف الشديد نفس الناس إلي عانت من حرية الرأي، عادت لفرض رأيها بطرق كثيرة، فمثلاً ممكن تكلم واحد في موضوع يروح على طول شتمك و يقول لك إن إيش فهمك إنت أصلاً، و منهم إلي يتكلم معاك بطريقة الإستهزاء مما يجعلك تفقد شعورك و تبدأ أنت بالسباب فا يقول لك عرفت إنك شخص متخلف و غير متحضر و لغة الحوار متنفعش معاك ؟!، و نوعيات آخرى ليس لها حصر.

سأكون قاسي لو ألقيت باللوم على الأشخاص العاديين لأننا كنا في سجن لعين جدوره الديكتاتورية و أسواره التعذيب و بلاطه الخوف من الكلام.. و قد نكون ضحية نظام شامل في الحياة علمنا كيف نصبح خدامين لرأي معين دون النظر أو التفكير، فمن منا لا يعرف السؤال الشهير “أكتب في 5 سطور رأيك في كذا و كذا” و يجي المدرس يقول لك أوعى تقول رأيك.. هتسقط !أو لو جالك موضوع تعبير مثلاً يطلب منك أن تمدح شخص إنت أصلاً مش مقتنع بيه، أو رأيك في مشروع توشكى.. في كل الأحوال لو رأيك ضد رأي واضع الإمتحان هتسقط !

أنا ألوم المعروفين حالياً بإسم النشطاء السياسيين.. فهل لك أن تتخيل أن الآن أصبح أكثر شخص ديكتاتوري للرأي هو الناشط السياسي ؟! لا تستطيع أن تتحدث معه إذا كان (من بختك المنيل) رأيك مختلف مع رأيه، لأنك ستواجه مصير من الأربعة مصائر: إما أن يستهذئ بكلامك، أو يسبك و يشتمك، أو ميرضش عليك أصلاً ! و لو كان الحوار على النت فالبلوك هو مصير كل شخص يسعى للغة الحوار !

هذا ما يعرف بالجانب المظلم من القمر.. فإذا كان النشطاء السياسيين من المفترض أن ينشروا التوعية السياسية بين المواطنين، و يحاورون الآخرين لضمهم لصفوفهم فلابد منهم من سماع الرأي الآخر حتى و لو ملوا.. يا فرحتي إنت واحد بتطلع في التليفزيون تقول كلام و تنادي بالديموقراطية و حرية التعبير و من ورا تلعن و تسب و ترفض النقاش مع كل شخص عكس كلامك.. و ما زاد الطين بلة إن ممكن يكون رأيك زي رأيه بالضبط، بس هناك إختلاف في نقاط فقط فيه.

الآن في الشارع لو إتكلمت في الثورة يقولوا عليك عميل و مخرب، لو إتكلمت في الدين يقولوا عليك سلفي متطرف، و لو هاجمت السلفيين هيكفروك، طب لو قلت الثوار غلطوا في كذا و كذا ؟ إخرس يا فلول الكلب !، و لو طالبت بحقوق المرأة فأنت ليبرالي يا ولدي ليبرالي، لو إتكلمت عن المسحيين فانت واحد بتعمل فتنة.. و هتفضل الدائرة شغالة لحد ما يستقر عليك الأمر و ترجع سلبي تاني و تستقر في البيت و تقول يا عم أنا مالي و تتبع مقولة المخلوع الشهيرة “يا راجل.. كبر مخك!”

الديموقراطية أو حرية التعبير مش في إنك تستهزأ بكلام كل شخص، أو إنك عشان كلام شخص معجبكش فا تتهمه بحاجة تانية أو ترفض الكلام معاه.. لأن ثق تماماً كل شخص حتى لو سئ هيخرج منه كلام ممكن ينفعك في يوم، و على الأقل إنت مدتلوش فرصة يقول لك آدي يا عم الثورة و إلي عملينها ! توجد مقولة شهيرة تقول “خذوا الحكمة من افواه المجانين”

نحن في حاجة شديدة لرأي كل شخص حتى لو كان مرتبته إيه.. أو إنت شايف إنه مينفعش يتكلم أصلاً، نحن جميعاً بما فيهم أنا نحتاج إلى طولة بال للحديث مع الناس! و رجاء من النشطاء بلاش تناكة الجهل ! لأنها تؤدي إلى الإستحقار !

التعليقات
  1. sara كتب:

    great article 🙂 so true . . .atmna eno mesh nwsal le mar7lt el salbia zay ma 2olt we el nas bda2 tsm3 le gamee3 el atraf …………..

    i liked it alot

    إعجاب

  2. mahmoud كتب:

    this is raheeeeeeeeeeeeeeb mashallah 3aleeek belthat el 7eta beta3et el ta3ber fe el exaaam entaaa 3andac fucking perfect mind congraatz bro

    ufo mahmoud

    إعجاب

أترك تعليقك