المتحرشون في الأرض !

Posted: أوت 26, 2012 in تدوين, عام
الوسوم:, , , , , ,

لم تعد ظاهرة.. بل أصبحت موجودة بشكل يومي !! لدرجة أن البعض بدأ في التعايش معها ! هي  التحرش.. كانت قديماً تقام في الخباء و دون شعور أحد، لكن مع شعب يتخذ من أبو الهول أب روحي له، مع شعب أصبح الناس فيه كالتماثيل فالموضوع أصبح أكثر سهولة.. فمن الممكن أن تتحرش و تجد من يقول لك إشطة يا برنس !و لأن دائماً حجة البليد التختة.. تكون حجة المتحرش هي إن البت مش لابسة كويس !! ده كلام المتحرشون الصغار.. أما المتحرشون الكبار يخترعون حجة أن السيدة بترمي بلاها عليه ! و إن كان ده بيحصل ساعات لكن من غير المعقول أن ترمي كل السيدات بلاويهن على الرجال ! مش من جمالنا أوي يعني !

كل هذا الكلام جميل.. لكنه لن يحل المشكلة لأننا عمرنا ما تحدثنا عن الأسباب التي تدفع شخص إلى التحرش بفتاه !! فلو وجدت فيروس و قمت بعلاج جميع الأشخاص المصابون بهذا الفيروس فهذا لن يضمن لك عدم إصابة آخرين في المستقبل بالفيروس ذاته ! لأن البيئة المحيطة تشجع على نموه.. الأمر نفسه في التحرش فهو يحتاج لبيئة بمواصفات معينة لكي ينتعش فيها و يكبر و يصبح قوي، و مع الوقت ممكن أن يتحول إلى عادة !

لو هنتكلم على التحرش الجنسي في مصر إذا لازم نتكلم عن بيئة مصر من الأساس، فمصر بيئة مناسبة جدا جدا للتحرش بل و الإغتصاب أيضاً ! و لو وضعناهم في نقاط سوف نجد أن من أهم أسباب إنتشار التحرش

– الفن الهابط في مصر:
أصبح الفن في مصر يتحدث عن شئ واحد فقط ! و هو الجنس و الشئ المضحك أن تجد قناة تذيع أغنية أحلى حاجة بحبها فيكي هي دي و تتكلم هي هي نفس القناة عن التحرش ! تلك الأغاني التي يدعي أصحابها الفن أصبحت معظمها تدعوا للمعاكسة و مسك الفتاة و الفتاة بتكون في الكليب مبسوطة ! أو بتضايق بإبتسامة، المشكلة إن هؤلاء أصبحوا نجوم المجتمع و أصبحوا قدوة يراها الأطفال و يقلدونهم، فلو من صغري واخد إني بشوف المنظر ده يبقى أكيد أكيد هو ده الواقع و أكيد أكيد هطبقه !

قلة التوعية من رجال الدين:
في المساجد و الكنائس عموماً لا يوجد حملات توعية بموضوع التحرش، لأنهم إهتموا أكثر بعلاقات الحبيبة !! فكان من باب أولى أن تتحدث عن فتاة يتحرش بها دون إرادتها من أن تتحدث على إثنين موافقين على المبدأ ! لكن أصبح كل هم رجال الدين هو إنت إزاي بتمسك إيد حبيبتك و إزاي بتحط إيدك عليها.. طب و ماذا عن توعية عدم التحرش بفتاه لا تعرفه من الأساس ؟!

إنتشار الجهل:
بلاد لا يوجد بها فن هادف هي بيئة خصبة للجهل و أينما وجد الجهل قل إستخدام العقل و زاد إستخدام الغرائز ! لأن عقلك لا يستطيع التمييز أصلاً بين الممنوع و المسموح و الحلال و الحرام، فالعقل مثل الكمبيوتر إذا لم تدخل له معطيات لن يخرج لك معلومات !

الصمت و الرضا بالأمر الواقع:
بعض الفتيات يتحرشن بهن و هن يعلمن.. و لكن لا تجد لهم أي صوت أو صريخ ! البعض يبرر بأن ذلك خوفاً من نظرة الناس لها و البعض بيقول بأني لا أضمن رد فعل المتحرش لو صرخت أو وجهت له الشتائم و أمسكت به، لكن كل هذا لا يعني للمتحرش سوى شئ واحد، “ما هي ممكن تكون عايزة كده مدام ساكتة”، فيتمادى أكثر و أكثر !

الكبت الجنسي:
لمجرد ذكرك لهذه الكلمة تشعر بأنك تكتب شئ خارج عن النص ! أو تكتب شئ عيب ! و كما قال محمد صبحي في مسرحية ماما أمريكا بسخريته المعروفة “و الله.. و الله في ناس وصلت لسن الأربعين.. و متعرفش يعني إيه تكاثر !” .. للأسف هي  حقيقة، فكثير منا يعاني من تأخر الزواج و هي كارثة حقيقية لأنه لو لم يتحرش  فمن الممكن أن يزني ! و تأخر الزواج يراه البعض بسبب سوء أحوال البلد و لكني أراه جريمة يقوم بها الأهل فأصبح الزواج مكلف جدا جداً بينما الزنا رخيص جداً بينما التحرش مجاني ! !

لم و لن أذكر أن بعض ملابس السيدات تكون مستفزة و يدفع الشباب للتحرش و لو كنت تعتقد هذا إذا فلماذا لم تتحرش أنت بفتاه تلبس لبس مستفز بالنسبة لك ؟ الموضوع أخلاقي تعليمي بحت ! فلا تشرب الخمر بحجة أنها كانت أمامك.

الحل ؟!

دور الحكومة: نشر حملات توعية و بعدها حملات ترهيب و مقاضاة كل من يقوم بعمل شئ يحرض فيه البعض على التحرش !! و طبعاً مش هنخلص من جملة “حرية التعبير” وقتها، و أيضا توعية الجيل الصاعد و حثه على عدم إتباع هذا السلوك و يكون هذا دور وزارة التربية و التعليم.. أما دور الشرطة فكما ذكرنا يكون في الترهيب و يكون بتغليظ العقوبات الموقعة و هناك أيضاً دور لوزارة الثقافة في إيجاد فن بديل للفن الهابط يحبه الناس و يعلم الناس القيم الحميدة من خلاله.
دور رجال الدين: نشر الوعي الأخلاقي في المحاضرات الدينية و حثهم على الصبر و التشديد عليهم بأن التحرش ليست من صفاة الرجال، و أيضاً الحديث عن من يقوفون كالمتفرج ولا يساعدون أحد ! .
دور المجتمع: عدم الوقوف من أجل مشاهدة ما يحدث و تصويره فقط ! فالرجولة هي أنك تتدخل لمنع الحدث لا لتصويره ! عليك تسليم أي متحرش لأقرب مندوب شرطة كي تحمي بنتك مستقبلاً، أما في البيت فكل أب و أم عليهم توعية أبنائم توعية بدون خجل.
دور الفتاة: لا تتركي المتحرش يمر مرور الكرام ! أصرخي و هاتي حقك و أمسكيه لو إنتي في وسط ناس فقط طبعا ! لأن بسكوتك الموضوع بيزداد سوء.

و ربنا يستر !

التعليقات
  1. sara كتب:

    اجمل ما قي المقال انه عرض مشكلة و حل , معظم الناس بتكتب عن مشاكل بس و بنحبطنا لكن جميل ان الي يكلم عن مشكلة يطرحلها حل …. تسلم ايدك

    إعجاب

  2. ayaali كتب:

    مقال جميل جدا شامل كل حاجه واخطارهم فعلا الفن الهابط والتوعية والجهل والبطالة وياريت القانون يطبق بجد

    إعجاب

  3. a1131170 كتب:

    التحرش في مصر عمل سياسي بامتياز .. بغرض منع المراة من المشاركة في المظاهرات والعمل السياسي .. وهو عمل مدفوع الاجر للبلطجية والخارجين علي القانون مع وعد بالحماية .. والعلاج هو قتل المتحرش من جموع المصريين المتواجدين في موقع التحرش ..ويتفرق دمه بين الناس .. فلا يجرأ كلب منهم علي فعلها مرة اخري ..وينتهي التحرش من مصر الي الابد ..جربوا ولن تندموا..

    إعجاب

    • Tonsy كتب:

      مقدر كرهك للنظام السياسي في مصر، لكن ده مش مبرر إنه يكون شماعة سهلة نعلق فيها أخلاقنا.. التحرش متعلق بإنحدار الأخلاق.. مش موضوع واحد بيدفع فلوس عشان يخلي واحد يتحرش بواحدة ! عملياً و نظرياً كمان صعب !

      إعجاب

أترك تعليقك